جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 14:33
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
مهما بحثنا في الدين الإسلامي عن مخرج للمرأة من أن لا يستمر وقوع الظلم بحقها فإننا على الأغلب سنجد هنالك ثغرات وفجوات كثيرة في الدين الإسلامي لا تُعدُ ولا تُحصى تلزم المرأة طاعة زوجها تحت أكثر الظروف قسوة وبلادة للحس وللضمير الإنساني, ولا يمكن للدين الإسلامي من أن يحرر المرأة نظرا لأن الدين الإسلامي لا يتلاءم مع قواعد نمو المجتمع المدني الحديث وأبسط الأمور ارتداء الملابس فلا يجوز للمرأة أن تلبس على حسب كيفها ومزاجها بل على حسب كيف ومزاج الزوج الذي هو ملائم للمزاج الشرعي الإسلامي فالمزاج الشرعي الإسلامي بكل تجلياته النصية ودوافعه الإغرائية يتوافق مع طبيعة الرجل عقليا لأن الذي وضع هذا الشرع رجال وليس نساء, والسؤال الجريء مثلا: ماذا كان سيحدث لو أن امرأة ظهرت في وسط المجتمع كإمام مثلها مثل الحنفي أو الشافعي أو أحمد بن حنبل؟ من المؤكد أن الفتاوى الشرعية ستظهر ملائمة لمزاج المرأة, والسؤال الأكثر صحة ودقة: ماذا لو نجحت سُجاح مروضة الخيول في دعوتها النبوية؟ من المؤكد أنها ستروض الشرع لصالح المرأة كما كانت تروض الخيول في بني تغلب وتميم وربيعة, إن الشرع الإسلامي كله موضوع على أسسٍ دقيقة تتلاءم مع متطلبات الرجل لأن الذي شرعه رجل وليس امرأة, إن هذا المجتمع الحديث هو الذي يجعل المرأة متساوية مع الرجل في كل شيء بعكس الإسلام الذي يميز المرأة عن الرجل في كل شيء حتى في الزواج الثنائي فأكثر النساء طاعة للدين الإسلامي يتعذبن نفسيا من زواج الزوج عليهن بزوجة ثانية وثالثة ورابعة , ولا أحد يشعر بهذه المرارة وبهذا العذاب النفسي للمرأة إلا المرأة نفسها على حسب المثل القائل: اللي بوكل بالعصي مش مثل إللي بعد فيها, والنار ما ابتوجع إلا غير الواطي فيها أو الداعس فيها, وهؤلاء النساء مع أنهن مؤمنات بالدين الإسلامي غير أنهن يتألمن ألما مريرا من ضغط الدين الإسلامي عليهن, ولا أحد يستطيع أن يحرر المرأة من الرجل إلا المجتمع المدني الحديث الذي يعطي للمرأة الحق في كل شيء حتى لا تشعر بأنها تعاني من نقص عام في إنسانيتها, فالدين الإسلامي يؤلم المرأة ويعذبها نفسيا وجسديا.
حين كانت قريش تتصدى لدعوة محمد في بداية الإسلام كانوا يقولون عنه كلاما مقنعا جدا للناس مثل أنه قطع الأرحام فبسبب الخلافات بين أصحاب الدعوة وبين غير المقتنعين بها منع المسلمون نساءهم ومنع كل رجل زوجه(زوجته) من زيارة أهلها وبيوت إخوانها إن الدين الإسلامي يدعي أصحابه بأنه يأمر بصلة الأرحام والقربى وهذا الكلام متناقض جدا لأن هنالك نصا دينيا يأمر المرأة بعدم زيارة بيت أهلها بدون إذن الزوج ويشترط في زيارة المرأة لأهلها أن تأخذ الإذن أولا من زوجها فإن منعها فلا يجوز لها أن تذهب إلى بيت أهلها ولا زيارة أبيها ولو كان على فراش الموت ولهذا كانت قريش تقول بأن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأمرنا بقطع الأرحام بل وإنه قطّع أراحمنا, وكذلك في قضية عدم زيارة غير المسلم من ذوي الأرحام بحجة أنه مرتد أو عاصي أو فاسق وللزوج حق منع زوجته ممن يرى في زيارتها لهم ضررا له وللأسرة, والغريب في الموضوع ليس هذا بل أنه إذا منع الزوج زوجته من زيارة بيت أهلها فلا يجوز لها أن ترفض زيارة بيت أهله لأن للزوج على الزوجة حق الطاعة بدون نقاش, والغريب الأكثر غرابة في الموضوع أنه لا يصح للمرأة منع أهل زوجها من زيارتها في البيت على مبدأ رد الصاع بصاعين يعني إذا منع الزوج زوجته من أن تزور أهلها ويزورونها فلا يجوز لها منع زوجها من زيارة أهله ولا يحق لها منعهم من دخول بيتها ويتفق على ذلك كافة الأئمة الأربعة,وأسوأ ما في الأمر هو أن الزوج لا يستطيع إجبار زوجته على خدمة أهله في بيته لأن الواجب فقط على الزوجة خدمة زوجها فقط لا غير وليس خدمة أهله وبهذا تناقض كبير جدا وظلم للمرأة وتعذيب نفسي لها لأن هذه الفتوى تحايل على المرأة نفسها, يعني بالله عليكم: كيف ليس لها الحق منعهم من دخول بيتها وبنفس الوقت إذا دخلوا وهذا جائز شرعا فليس عليها خدمتهم على الإطلاق!! يعني هذا تعذيب نفسي للمرأة من قِبل سُلطة الذكر, ومرة أخرى تجد المرأة أهله في بيتها غصبا عنها وكرها وإجبارا وبنفس الوقت يقول المشرع: ليس لها حق منعهم من زيارة بيت ابنهم, وفي هذه النقطة ظلم نفسي للمرأة فلا يوجد دين يعذب المرأة نفسيا كما يفعل الدين الإسلامي, وكذلك يتفق الجميع بأنه لا ينبغي للمرأة أن تمتنع عن زيارة أهله إذا طلب منها الزوج زيارتهم.
وهنالك فرقٌ بين الزوجة الشابة والزوجة العجوز لأن الشابة إذا كانت غير مأمونة فيحق للزوج منعها من زيارة والديها بعكس العجوز وهذا تناقض كبير جدا في الموضوع فحين يتحدث القرآن عن المرأة عليه أن لا يميز بين المرأة الشابة والعجوز أو القواعد من النساء, إن المخ البشري هنا يجب عليه أن يلاحظ بأن الإسلام يجزأ كل شيء على حده ولا يستطيع التوحيد بين كل شرائعه فيميز هنا بين المرأة العجوز والمرأة الشابة في الوقت الذي يقول فيه المنطق بالمساواة بين المرأة الشابة والعجوز وحين يتحدث الإسلام عن المرأة يجب عليه أن يتحدث عن المرأة بالكامل وأن يساوي بين الشطرين أي بين العجوز والشابة, وإذا كان الإسلام يميز بين المرأة الشابة والعجوز فكيف سنطلب منه المساواة بين المرأة والرجل فبين المرأة العجوز والشابة هنالك تمييز كبير جدا وهذا لا يصح منطقيا,وعلى رأي الحنابلة للزوج منع زوجه(زوجته) من زيارة أهلها وله الحق بأن يلزمها طاعته,ولو دخلنا في هذا الباب وقرأنا ما يقوله الحنابلة أو الشافعية أو أصحاب المذهب المالكي لتهنا وضعنا في أسباب منع المرأة من الخروج ومن الدخول ومن زيارة الأرحام ولكن نخلص إلى نتيجة واحدة وهي أن الزوج من السهل عليه على المذاهب الأربعة أن يجد سببا مقنعا يمنع به زوجه من زيارة بيت أهلها, فهذا الدين مليء بالثغرات وبالفجوات التي تخدم الرجل أكثر مما تخدم المرأة.
إن المرأة في الدين الإسلامي ليست ناقصة عقل ودين وحسب بل أيضا تشعر بنقص عام في كينونتها الإنسانية فلا تجد نفسها إنسانا كاملا له حق في الحياة الكريمة إنها ناقصة إنسانيا وحقوقيا مما يجعلها تنظرُ إلى نفسها وكأنها مخلوق آخر يختلف عن الرجل بيولوجيا وسلوكيا واجتماعيا والسبب في ذلك أن الذي جاء بالدين الإسلامي رجلا ذكرا خطط للدين على كيفه ومزاجه وهو ليس دينا نازلا من السماء بل دينا صاعدا من الأرض الوثنية ومن أفواه رجالٍ وثنيين.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)